ملتقى فوج المحبة الكشفي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى فوج المحبة الكشفي


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 وفد نصارى نَجران

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الجوال يمبعي ياسر jsk
 
 
الجوال يمبعي ياسر jsk


ذكر
عدد المساهمات : 213
تاريخ الميلاد : 05/06/1993
تاريخ التسجيل : 27/08/2011
العمر : 30
الموقع : تيزي وزو

وفد نصارى نَجران Empty
مُساهمةموضوع: وفد نصارى نَجران   وفد نصارى نَجران Emptyالإثنين يناير 23, 2012 10:25 pm

وفد نصارى نَجران



وفد نصارى نَجران 15175_image002هذا الوفد جاء إلى
المدينة المنورة بعد أن تلقى خطابًا من رسول الله يدعوهم فيه إلى الإسلام، أو الجزية، أو الحرب.





ونجران
هذه بلد كبير في جنوب مكة في اتجاه اليمن، وكان أهلها يدينون بالنصرانية، وقد
أرسلوا وفدًا إلى رسول الله ، وكان هذا الوفد مكونًا من أربعة عشر رجلاً في بعض الروايات،
بينما وصلت روايات أخرى بالوفد إلى ستين رجلاً، وكان أمير الوفد الذي يرجعون إلى
رأيه رجلاً يُدْعى العاقب، وكان هناك رجلٌ آخر يتولى قيادة الرحلة، وتجهيز
متطلباتها، وكانوا يلقبونه بالسيد، وكان هناك رجل ثالث مسئول عن الأمور الدينية،
وهو أسقف وحَبْر الرحلة، وكان اسمه أبا الحارث، فهؤلاء الثلاثة هم أهم ثلاثة في
الوفد، وهم الذين يتولون التفاوض.





وقد
جاء الوفد في هيئة منظمة، وفي صورة منمقة بشدة لدرجة المبالغة، حيث لبسوا الثياب
الحريرية، وتحلوا بالخواتم الذهبية، وكان الرسول يحرم هذه الأمور على الرجال، ولذلك كره الكلام معهم، وهم بهذه
الصورة، وأَجّل الحديث معهم إلى اليوم التالي، حيث جاءوا يلبسون ثياب الرهبان، ومن
ثَمَّ بدأ الكلام معهم.





لم
يكن من همِّ الوفد ولا من نيته أن يُسلم أو يفكر في الإسلام، وإنما أتى ليناظر
الرسول من ناحية، وأتى ليبهره، ويبهر المسلمين من ناحية أخرى، ولذلك كان
الحوار معهم على صورة تختلف كثيرًا عن الحوار مع الوفود الأخرى.





لقد
عرض رسول الله عليهم الإسلام، ولكنهم رفضوا وقالوا: كنا مسلمين قبلكم.





وهذه
الجملة صحيحة لو كانوا فعلاً متبعين لكتبهم الأصلية دون تبديل أو تحريف، بل قال
الله في أهل الكتاب الذين يتبعون الكتاب الصحيح غير المحرف: {الَّذِينَ
آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ *
وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آَمَنَّا
بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ} [القصص: 53].





ولكن
يشترط لصدق هذه الكلمة أن يتبعوا كتابهم غير المحرف اتباعًا كاملاً، وفي هذا
الكتاب غير المحرف بشارة برسولنا الكريم ، وعلامات واضحة لنبوته، وأدلة على صدقه، لذلك فعلماء اليهودية
والنصرانية يعرفون الرسول {أَوَلَمْ
يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ} [الشعراء: 197].





ويعرفون
علاماته، ويوقنون بصدقه، وبوجوب اتباعه، لكن يمنعهم الكبر والمصالح، والدنيا
والهوى والحسد، وأشياء كثيرة، ولذلك فهم يخفون هذه الآيات والدلائل مع علمهم بها،
ويتبعون كتبهم المحرفة بدلاً من اتباع الرسول الصادق .





لذلك
أنكر مقولتهم هذه، وذكر لهم أنهم يحرفون دينهم في أمور كثيرة، وهذا
التحريف يتنافى مع الإسلام؛ لأن الإسلام معناه
أن يُسلم الإنسان نفسه تمامًا لله ، ولتشريعاته وقوانينه، ولا يسلم نفسه لأهوائه الشخصية، أو مصالحه
الخاصة. قال : "يَمْنَعُكُمْ
مِنَ الإِسْلامِ ثَلاثٌ: عِبَادَتُكُمُ الصَّلِيبَ، وَأَكْلِكُمْ لَحْمَ
الْخِنْزِيرِ، وَزَعْمُكُمْ أَنَّ لِلِّهِ وَلَدًا".





فهذه
أمور ثلاثة حرفتموها في الإنجيل، ولم تسلموا فيها لله رب العالمين، ولا يستقيم أن
تطلقوا على أنفسكم مسلمين قبل أن تتركوا هذا الاعتقاد الفاسد، وللأسف فهذا اعتقاد
جازم عند معظم النصارى، وهو يمنعهم من التفكير في الإسلام، ولذلك عند نزول المسيح u
قبل يوم القيامة يجعل من مهمته أن يصحح هذه الأمور التي ألصقت بدينه، ولم تكن فيه،
حيث يكسر الصليب. روى أحمد وابن حبان عن أبي
هريرة t، أن رسول الله قال: "وَالَّذِي
نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا
مُقْسِطًا؛ فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ
الْجِزْيَةَ، وَيَفِيضُ الْمَالُ حَتَّى لاَ يَقْبَلُهُ أَحَدٌ".





وكنت
أتعجب من أن المسيح u سيجعل من همِّه أن يقوم بهذه الأمور عند نزوله، ويهتم بها للدرجة
التي تستحق أن تذكر كأول أعمال يعملها على الأرض بعد نزوله، وزال عجبي بعد رؤية
هذه المحاورة التي بين الرسول ووفد نجران، فإنه من الواضح أن هذه الأمور تغلغلت في قلوب
النصارى، حتى اعتبروها جزءًا من الدين، لا يمكن التنازل عنه بأي حال من الأحوال،
ومن ثَمَّ فإنهم -بسبب هذه الأمور- يرفضون التفكير أصلاً في مبدأ الإسلام، فكانت
هذه الأمور كالغشاوة على أعينهم، والتي تحجب الرؤية تمامًا، ومن هنا جاء حرص
المسيح u على إلغاء هذه الأمور بمجرد نزوله.





المهم
أن وفد نجران لم يكن يريد الإسلام، ولذلك كثر الجدال بينهم وبين الرسول ،
وكثر إلقاء الشبهات والرد عليه، وكان مما قالوه: ما لك تشتم صاحبنا -يقصدون عيسى u-
وتقول إنه عبد الله؟





فقال
: "أَجَلْ،
إِنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إلى مَرْيَمَ
الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ".





وهذا
ليس انتقاصًا أبدًا من عيسى u، بل العبودية لله تشريف، وهو رسول من أولي العزم من الرسل، وهو
كلمه الله ألقاها إلى مريم عليها السلام، والتي نكرمها أيضًا ونجلَّها، وننفي عنها
أي شبهة سوء، فنقول: إنها مريم العذراء البتول.





لكن
النصارى يبالغون في تكريم المسيح u حتى خرجوا به عن طبيعته إلى طبيعة أخرى، فقالوا: هو الله. وقالوا:
هو ابن الله. وقالوا: ثالث ثلاثة.





وكلها
مبالغات غير مقبولة، وعقيدة فاسدة، دفعهم إليها الحب الزائد، والتقديس الزائد عن
الحد المطلوب، لذلك كان رسول الله حريصًا عند موته على إبراز هذا المعنى، حتى لا يتجاوز المسلمون
الحب المفروض له إلى الحب الذي يقود إلى ضلال وكفر، فيخرجون بطبيعة الرسول إلى
غيرها، قال ، وهو على فراش موته كما روى البخاري ومسلم عن عائشة -رضي الله
عنها- قالت: قال رسول الله في مرضه الذي لم يقم منه: "لَعَنَ
اللَّهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ".





ولكون
النصارى في وفد نجران لا يتنازلون عن هذا الاعتقاد، فإنهم غضبوا من وصف عيسى u
بالبشرية والعبودية، وقالوا: هل رأيت إنسانًا قَطُّ من غير أب، فإن كنت صادقًا
فأرنا مثله؟





فأنزل
الله الحجة الدافعة، حيث ضرب لهم
مثلاً يوضح حقيقة عيسى u فقال الله : {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى
عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ
فَيَكُونُ * الْحَقُّ
مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} [آل عمران: 60].





النصارى
لا ينكرون أن آدم u خلق من غير أب ولا أم، وهذا في كتبهم،
فإن كان الله قادرًا على خلق آدم u بدون أب أو أم، أوَيُعجز I أن يخلق عيسى u بأم بلا أب؟!





إن
العقل ليقبل ذلك تمامًا، لكن الذي لا يقبله العقل أن يكون الإله بشرًا يأكل ويشرب
وينام ويخرج ويصاب بالألم ويجرح، بل -في عرف النصارى- يُقتل ويصلب، وإن كنا -نحن
المسلمين- نؤمن أنه لم يُقتل ولم يُصلب u، بل رفعه الله إليه {وَقَوْلِهِمْ
إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ
وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ
لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا
قَتَلُوهُ يَقِينًا} [النساء: 157].





ليس
من المعقول أن يكون الإله بهذه الصورة التي يعتريها الضعف البشري، ولكن المعقول
والمقبول أن يكون البشر كذلك، وليس هذا تقليلاً لقيمة عيسى u، بل هو من أولي العزم من الرسل، ومن أعظم الخلق، وآية الله
وكلمته، فَرْضٌ على المسلمين أن يؤمنوا به، وبنبوته، وبعظمته، ونبله.





ولكن
هذا الكلام المقنع لم يقنع النصارى، أو قل: لم يعجب النصارى، ووصلت المحاورة إلى
طريق مسدود.





ثم
لجأ رسول الله
إلى طريقة أخيرة وفريدة؛ لإقامة الحجة على النصارى، فطلب منهم أن
يقوموا بالمباهلة أي الملاعنة، وذلك تنفيذًا لأمر الله
الذي جاء في سورة آل عمران، إذ قال الله : {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ
مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا
وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ
نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} [آل عمران: 61].





وهذه
طريقة فريدة فيها ثقة شديدة بالله ، ويقين كامل بالحق الذي مع رسولنا ، فهو يقول لهم: إن كل طرف يجمع
أهله، ويقف مع الطرف الآخر وجهًا لوجه، يبتهل كل منهما أن ينزل الله
لعنته على الذي يكذب، وينكر الحق، فلو كانوا يعتقدون اعتقادًا جازمًا أن الحق
معهم، أو أن هذا ليس برسول، فلا يجب أن يخافوا من هذه المباهلة أو الملاعنة.





وبالفعل
جاء معه عائلته المكونة من عليّ بن أبي طالب، وابنته فاطمة والحسن
والحسين، ثم قال: "إِذَا
دَعَوْتُ فَأَمِّنُوا". ولما رأى النصارى
جدية الرسول
خافوا من هذه الملاعنة، وقالوا: مَا بَاهَلَ قَوْمٌ نَبِيًّا إِلاَّ
هَلَكُوا.





وهذا
يثبت -بما لا يدع مجالاً للشك- أنهم يؤمنون بنبوته وصدقه، ولكنهم يجحدون ذلك لهوى
في نفوسهم، واتباعًا لشهواتهم.





فقالوا:
احكم علينا بما أحببت.





فصالحهم
على الجزية.





ولما
عزموا على العودة لبلادهم سألوا رسول الله أن يرسل معهم رجلاً أمينًا ليقبض منهم الجزية، فقال : "لأَبْعَثَنَّ
مَعَكُمْ رَجُلاً أَمِينًا حَقَّ أَمِينٌ".





فاستشرف
لهذه المكانة أصحاب الرسول ، فقال : "قُمْ
يَا أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ".





فلما
قام، قال : "هَذَا
أَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ".





كانت
هذه نتيجة المفاوضات والمحاورات مع وفد نصارى نجران، وكما رأينا فإنهم رأوا الحق،
واتبعوا غيره، وأَبَى الوفد أن يسلم من فوره، وتحقق فيهم قول الله :
{وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا
أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} [النمل: 14].





وهذا
يعطي المسلمين ثقة كبيرة جدًّا، فإنه يؤكد لهم أن الغرب والشرق الذين يحاورونهم
يعلمون في داخلهم أن الإسلام هو دين الحق، ولكنهم يراوغون ويجادلون، فلا يجب أن
يحبط المسلم أبدًا من رؤية كثرة المكذبين، قال الله تعالى: {فَإِنَّهُمْ
لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللهِ يَجْحَدُونَ} [الأنعام: 33].





باقي الوفود



واستقبل
رسول الله غير هذه الوفود - وفودًا أخرى كثيرة لا يتسع الوقت والمجال للحديث
عنها منها: وفد عبد القيس، ووفد بني حنيفة، ووفد بني عامر، ووفد طيِّئ، ووفد أهل
اليمن، ووفد فَرْوة بن مُسَيْك المرادي، ووفد كِندة، ووفد الأزد، ووفد بجيلة، ووفد
بني أسد، ووفد بني عبس، ووفد ثعلبة، ووفد بني محارب، وغيرهم.





وفود
كثيرة مهمَّة جاءت في العام التاسع والعاشر من الهجرة، وكثير من هذه الوفود أعلن
إسلامه، سواء عن اقتناع، أو رهبة، أو رغبة في الدولة الإسلامية، وظل عدد المسلمين
في ارتفاع حتى رأيناه قد وصل في أواخر العام العاشر من الهجرة في حجة الوداع إلى
مائة ألف أو يزيدون، ووصلت بعض التقديرات إلى مائة وثلاثين ألفًا، أي أن الوفود
أدخلت في الإسلام ما يزيد على مائة ألف مسلم في أقل من سنة، ولا شك أن هذا العدد
الضخم لم يتلقَّ التربية الإسلامية العميقة التي تلقتها الأجيال الأولى من
المسلمين، وهذا يفسر إلى حد كبير الردة التي حدثت بعد وفاة الرسول .





وليس
معنى هذا أن الرسول لم يبذل مجهودًا في تعليم هؤلاء المسلمين الجدد، بل حرص
على ذلك أشد الحرص، وأرسل البعوث الكثيرة لتعليم الناس دينهم، ومن هذه البعوث على
سبيل المثال، بعث معاذ بن جبل، وأبي موسى الأشعري رضي الله عنهما إلى اليمن، وكانت
وصاياه إلى هؤلاء المبعوثين في غاية العظمة، غير
أن المقام لا يتسع لتفصيلاتها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/YasserYoumbaiJSK
 
وفد نصارى نَجران
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى فوج المحبة الكشفي :: منتدى إسلامي :: منتدى السنة النبوية-
انتقل الى: