يعتز كلّ بلد برموز السيادة الوطنية ومنها العلم والنشيد الوطني، والجزائريون ليسوا نشازا في هذا العالم... فاعتزاز الجزائري بهذه الرموز لا شك فيه ولا جدال.. سواء أكان ذلك زمن الاحتلال أو بعد بزوغ فجر الاستقلال..ولهذا النشيد قصته التي يجب على شبابنا أن يعرفها:
ففي بداية 1956 طلب الشهيد عبان رمضان من مفدي زكريا كتابة نشيد وطني يعبر عن الثورة الجزائرية .. فنظم "قسماً بالنازلات الماحقات"؛ فكان من أقوى الأناشيد الوطنية في العالم،
وقام بنشره في صفوف جبهة التحرير بتونس. حيث قام الموسيقار التونسي علي السريتي بتلحينه، إلا أن اللحن لم يكن في مستوى قوّة النشيد، مما دفع بمفدي زكريا؛ تنفيذاً لأمر عبان رمضان؛ بنقله معه إلى القاهرة لإعادة تلحينه من جديد، وقد تبرّع الموسيقار المصري محمد فوزي بتلحين النشيد "هدية للشعب الجزائري". واقتنعت جبهة التحرير باللحن الجديد، واعتبرته قوياً وفي مستوى النشيد.